May 30, 2013 10:39
11 yrs ago
14 viewers *
عربي term

الإيرادات

عربي إلى أنجليزي أخرى الدين
فلا يصح ان تورد هذه الإيرادات كإشكالات على برهان النظم فهذا خطأ التفكير

Proposed translations

+1
37 دقائق
Selected

citations

يقصد بها الإستشهادت أو الإشارات

--------------------------------------------------
Note added at 3 giorni58 min (2013-06-02 11:37:48 GMT) Post-grading
--------------------------------------------------

Not at all Aishah, you're welcome!
Peer comment(s):

agree Firas Allouzi
21 ساعات
شكرا جزيلا فراس
Something went wrong...
4 KudoZ points awarded for this answer. Comment: "Thank You Gafar for your help"
2 دقائق

inputs

.
Something went wrong...
8 دقائق

references

التفريغ النصي لسلسلة

مطرقة البرهان وزجاج الالحاد – حلقة 8

برهان النظم 3

للدكتور عدنان ابراهيم



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

اللهم افتح علينا بالحق وأنت خير الفاتحين..

اخواني اخواتي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



لم اكمل ماوددت ان اقوله في نهاية الحلقة السابقة وهي: اني لــن أتورّط في هذا التوقيت من هذه السلسلة مع الملاحــدة ونصرائهم بأن اناقش كيفية تكوّن بعض النظم المصممة وادخل في نقاش مع التطوّريين واحتمالية ذلك وامكانيته، لالالا .. انا سأبدا من البداية الصحيحة، سأبدأ من الكون نفسه ،، اكبر منظومة على الاطلاق وأهول منظومة هي الكون، لأنه مبدأ الانتخاب الطبيعي المفروض لايعمل في الكونيات الا بتدعيم متكلَّف، فضلا ان يعمل في ام مسائل الكونيات وهي مسألة نشوء الكون نفسه، لايوجد ابدا مجال للإختيار والاصطفاء، يوجد لدي كون تكوّن بطريقة الانفجار العظيم.

واعتقد انه أي مثقف بسيط وعادي عنده فكرة مبدئية عن نظرية الانفجار الكبير، كيف كان الكون كله قبل 13,7,000 000 000 ثلاثة عشر فاصل سبعة مليار سنة مضغوطا في الشُّـذَيْذَة او المتفردة، حيث كانت القوى الاربع: القوة الجاذبية، والقوة الكهرومغناطيسية، والقوة النووية الضعيفة، والنووية القوية، كلها كانت بمثابة شيء واحد غير متميز في حيـِّـز اصغر من البروتون ملايين ملايين المرات على ما اذكر انه عشرة اُس -32 من متر تقريبا، شيء مذهل في صغره بعضهم وصفه بالعدم. في ظــروف معينة حصل هذا الانفجار الرهيب، والان بدأ الكون يتمدد بسرعة هائلة في جميع الاتجاهات، لم يكن هناك فراغات اصلا، يُخلق الاتجاه ويُخلَق الزمان حتى بهذا الانفجار هكذا، وعلى كل حال الزمان والحيِّز هي مفاهيم بُعدِيَة أي لا يُبحث عنها كأجزاء في الكون.. انتبهوا، وكما ذكرت لكم ان مكمن الصعوبة في المسائل الفلسفية في تصويرها، بعكس المسائل الرياضية فإذا صوّرت المسألة الفلسفية بشكل دقيق وصحيح، يسهُل حلها والعكس صحيح.. اذا لم تصورها ولم تتصورها بشكل دقيق يصعب حلها ويظل يتكرر السؤال لأن التصوير خاطيء، بمعنى الى اليوم قد نقع على علماء كبار مشاهير حول العالم ويقولوا لك نحن لم نجدِ الله تحت المايكروسكوب، لم نُحِسَّهُ لم نمسّه، كيف نؤمن بشيء لم نجربه! .. عجيــب! ومن قال لك اصلا ان الله الذي يُبحث في مسألة وجوده من عدمها يُبحث عنه في عرض اشياء الكون؟! أي فيلسوف إلهـي طرح المسألة بهذه الطريقة؟! أقـول له يا سيدي العالم الكبير حتى و إن كان من حَمَلة جائزة نوبل: ابحث لي بالله عليك بنفس الطريقة عن الزمن ؟!! نريد ان نضبط الزمان متلبسا تحت التليسكوب او المايكروسكوب او بأي وسيلة، الزمــان ولا المكان يمكن البحث عنهما في عرض الاشياء الطبيعية، يعني كشيء من اشياء الطبيعة، كجزء من أجزاء الطبيعة.. أي عالم فيزيائي يفهم هذا جيدا.. أما الزمان وأما المكان فيُنظر اليها على انهما بـُـعدان يوجدان في الاشياء ومع الاشياء وتحيطان بالاشياء، هذا بُعْد ليس شيئا! كذلك البحث عن الله لايُبحث عنه لا كشيء ولا كبعد، لـــكن كوجـــود محيط بكل شيء و بكل بعد ( هو الاول والآخر والظاهر والباطن) (وهو معكم أينما كنتم) نريد ان نبحث نحن كإلهيين عن الله لكن وفق مفهوم محدد عن الله، لانريد ان نمسخ ونختزل للإله بحيث يُصور انه شيء من اشياء الطبيعة، ثم اذا فشلنا بعد ذلك في العثور عليه ووضع الاصبع عليه نقول: "آه الـعلم قد فشل.. الله ليس موجودا! ..." ماهذه الحمـــاقة؟! من قال لك هذا؟ هذا لايصلح في البحث عن الزمان فكيف يصلح في البحث عن رب الزمان؟!!! .. هذه مشكلة الضعف الفلسفي عند العلماء للأسف الشديد، عالم كبير يتورط في حماقة فلسفية كهذه ! لأنه لم يدرس الفلسفة ولم يفهم حتى كيف تُصاغ المفاهيم الفلسفية.. او حتى الروح يُبحث عنها كشيء! عن نفسي انا أؤمن بالروح كأفق للمعنى افق للقيمة.

بدأ الكون يتوسع بشكل سريع جدا في جميـع الاتجاهات.. الان يخضع الكون في توسعه وتوازنه لفعل و أثر قوتين متضادتين، قوة التمدد بفعل قوة الانفجار، وقوة الانكماش بفعل قوة الجــاذبية، لكن الكون لا يزال يتمدد ونشأت المجرات السُّدُم الكواكب النجوم مذنبات .. الخ الكون كما نعرفه وهو كون قابل للدراسة وقابل لأن يُفهم، ويُختبر بمعنى من معاني الاختبار، و الى الان هو كون متوازن ولا يزال يتوسع بدليل الـ (red shift) الإزاحة نحو الاحمر في المطياف، اذن هو يتوسع. يقول العلماء ومنهم العالم الشهير (بول ديفيس) لديه كتاب <سوبر فورس القوة الفائقة>، يقول فيه: " الكون متوازن ولا يزال يتوسع تحت تاثير قوتين (قوة الانفجار وقوة الجاذبية)، لكن هذا التاثير متوازن وهو الذي يعطي للكون امكانية ان يظل يتوسع بهذه الطريقة المعقولة والمفهومة، كان يمكن لهذا الكون ان ينهار على نفسه مرة ثانية ، تحت تأثير غلَبَة الجاذبية على قوة الانفجار، او يتــلاشى الكون، أي يتوسع بمعدل اسرعبحيث يكون ربما تلاشي من ملايين او ربما حتى من بلايين السنين، لكن الكون موجود ونحن نرصده ونراقبه"، اذن فيه توازن دقيق.

يقول (بول ديفيس): "لو اختل هذا التوازن بأكثر من عشرة مرفوعة للأُس السالب -18 ثانية، (يعني بجزء من مليون تريليون جزء من الثانية)اسراعا او ابطاءا، إما ان ينهار على نفسه هذا الكون أو إما ان يتلاشى" بهذا المقدار؟!! ليس بمقدار ثانية بل جزء من مليون التريليون من الثانية > ينعدم الكون ! .. وقالك منذ البداية الى اليوم، واستدلى غيره يقول مؤكدا كلامه: "وكلما طال الزمان والكون يتمدد زادت دقة ورهافة هذا التوازن! .



(ستيفن هوكينق) وهذا مشهور اكثر من (بول ديفيس)، له كتاب <تاريخ موجز للزمان> يقول :"لو كان معدل التمدد بعد ثانية واحدة من الانفجار، أي بمعدل جزء من مئة مليون التريليون جزء من الثانية>لإنهار الكون على نفسه قبل ان يصل الى حجمه الحالي". ولايزال هناك ماهو اعجب من هذا، صديق (ستيفن هوكينق) هو (روجر بنروز) فيزيائي ورياضياتي كبير انجليزي، لديه كتاب اسمه <اباطرة العقل الحديث> يقول فيه، درس فيه مقدار الاحتمال ان يكون جاء هذا الكون صدفة، ظهرت الحياة جاء الانسان بالصدفة، ويكون هذا الاحتمال بمقدار واحد على عشرة مرفوعة لعشرة مرفوعة لـأُس 123 ، القوقول 100، ولدينا 23 صفر، والكونتيليون 18، ولدينا 5 مئة ألف، يعني واحد على عشرة مرفوعة الى عشرة مرفوعة لأُس مئـة ألف كونتيليون قوقول ! .. لآآآآ يمكن تخيُّـــل هـــذا الرقم !! لو ذهبت تكتب على كل دقيقة (اليكترون،نيوترون،..الخ) في الكون تكتب صفرا، اتعتقد انك ستنتهي؟! ماستكتبه عشرة أُس 8 . معناها انه لـو مثلا: رب العالمين كلّفَ انسانا احمقاً وقال له لن ادخلك الجنة ولا النار الا اذا نجحت في هذا الاختبار، فأجاب الاحمق ماهو الاختبار؟ ان تكتب هذا الرقم بالطريقة العادية (الواحد وأمامه الاصفار)، فقال الاحمق: هذه سهلة، فذهب المسكين ليكتبها، فلو عاش بلايين بلايين بلايين بلايين السنوات لــن يفرغ من كتابة هذه الاصفار!..وستكون جهنم ارحم له من ان يواصل هذا العمل!. وتبسيطا للناس الذين لم يسمعوا بهذه الارقام والامور الحاسبية المحيِّرة، عندما نقول عشر أُس 3 معناها: ألف، واحد وامامه ثلاثة اصفار. .. و عشرة أُس 6 > أي مليون، و عشرة أُس 12 > أي تريليون، واحد و أمامه اثناعشر صفرا، و عشرة أُس 18 > كونتيليون، واحد وأمامه ثمانية عشر صفرا، و عشرة أُس 100 > القوقول.. (وقصة القوقل: هو عالم رياضيات امريكي فكر في هذا الرقم > واحد وأمامه مئة صفر، ماذا يسميه، فذهب الى ابن اخته الصغير وناداه: فسأله لدينا واحد وأمامه مئة صفر ماذا نسميه، فأجاب الطفل الصغير الذي مازال صغيرا لايستطيع الكلام بوضوح: قوقو ، فأعجبته الكلمة فاستخدمها كـ قوقول لهذا الرقم!). والآن: عشرة أُس عشرة أُس 6 كيف تقرأها هذه؟ عشرة مرفوعة للأُس مليون، فالرقم يعني: واحد وأمامه مليون صفر، ولن تنتهي من كتابة الرقم. سنكبر الرقم قليلا كـ عشرة مرفوعة للعشرة أُس 9 ؟ أي تعني عشرة أُس مليار، أي ستكتب واحد وأمامه مليـــار صفر !! والتريليون تعني واحد وأمامه تريليون صفر ، وعشرة أُس عشرة أُس قوقول، أي عشرة مرفوعة للعشرة أُس 100 ؟ أي ستكتب الرقم: واحد و أمامه قوقل صفر وليس تريليون صفر !. فهنـــا مقدار الاحتمال الذي ذكره (روجر بنروز) في نشوء الكون والحياة فيه صدفةً هو مئـة ألف كونتيليون قوقول، معناها أن واحد على عشرة أُس 690 اصبح لا شيء ، ومقارنة بهذا مع عشرة أُس 150 فهذا الأخير أهون بكثير . فهو صفر واحتمال حدوثه لاشيء، فمابالك بـ مئـة ألف كونتيليون قوقول؟! اذن فلاتوجد ادنى احتمالية لحدوث أي شيء .

نشأة الكون وكيف نشأ، والشروط اللازمة لاستبقاء التوازن لكي تنشأ المنظومات وتنشأ الحياة، وينشأ الانسان والذكاء الانساني والرّصد، وتقوم هذه العلوم والمحاسبات، كــل هذا يااخواني نشـأ مرة واحدة، وعلى الاقل فيه مسار يُعرَف بهذا الكون في كوننا، لم يحدث هذا مئة بليون مرة وفي آلية عظمى هائلة اسمها الانتخاب الكوني مثلا، ابدا فقد حث هذا مرة واحدة وبطريقة واحدة.. اين دور الصدفة.. اين دور العشوائية.. اين دور المراكمات ؟! لاهذا ولا هذا ولا هذا . لاتتورطوا في نقاش أي ملحد تطوري بأن تناقشوا امكانية انبثاق تصميم صغير، على مستوى خَلَوي او مستوى برتيني او كذا بالصدفة في مدى عمر الكون، لاتتورطوا في هذا، و قل له قبل هذا انا سأناقش عن الكون كله لا في انتخاب ولا غير انتخاب، لمرة واحدة حصل هذا .. وكيف حصل هذا ..

للأسف توجد اشكالات طرحوها، وهي ترداد عصري سبق وطرحها (ديفيد هيوم) الذي كان اذكى من طرحها ونسَّقها آنذاك في كتابه الكبير <محاورات بخصوص الدين الطبيعي>. مــاهي الاعتراضات التي تقدم بها الرجل؟ .. هي ستة اعتراضات اثنــــان منها فقط يتعلقان ببرهان التصميم اوالنظم، والاربع الاخرى لا علاقة لها بالبرهان، وهذا يؤكد ايضا تهوُّش فكر الفلاسفة،

ولذلك قبل عرضنا لإعتراضاته لابد لنا من ايضاحات حول برهان النظم، كما ذكرنا سابق: ان برهان النظم ليس تجريبيا ولا تمثيليا، ليس برهانا حسيا، ليس برهانا استقرائيا، هو برهان عقلي محض، وكما نعلاف انه من اساليب الاستدلال هي التمثيل الذي يسمى بلغة الفقهاء والاصوليون بالقياس، ويسميه المناطقة بالتمثيل، ماهو التمثيل باختصار : هو تعدية حكم فرد او جزئية مفردة الى جزئية اخرى بجامع الاشتراك في العلّة. مثال: ان المشترك في تحريم اواع الخمر هو العلة وهي الإسكار، وبطرق استنباط العلة وجدنا ان العلة الشرعية تحريم خمر العنب هي الإسكار، وقد وُجِدَت وقد حققنا من وجود هذه العلة في خمر التفاح > فيصبح محرما .. وهذا اسمه بلغة المنطق "قياس تمثيلي" والغالب يسموه القياس.

ثانيا بعد التمثيل لدينا الاستقراء، وتعني الاستقراء: أي تصفح جزئيات كثيرة للخروج منها بحكم يعمها، كما ان هناك استقراء ناقص واستقراء تام، والاستقراء التام مختلف حتى في استقرائيته، كأن اختبر هذه القطعة من الحديد ارها تتمدد بالحرارة وتنكش بالبرودة، قد يكون لعلة خاصة بها، اختبر القطعة الثانية الثالثة الرابعة المئة قطع لانهاية لها تقريبا ، لكن اجد خفس الشيء ان الحديد يتمدد بالحرارة و ينكش بالبرودة . قد أُعدِّي هذه التجربة الى المعادن عموما، أي سأختبرك غير الحديد والعشرات منه، وغير الرصاص ، وغير النحاس، وغير كذا وكذا، ثم اقول المعادن بشكل عام.. هذا الاستقراء

اما التجربة فهي معروفة لن نشرحها، لكن في التجربة لابد من السنخية، لابد من اتحاد طبيعة الأشياء المجربة تماما. برهان النظم هذا ليــــس استقراءا ولا تجريبا ولا تمثيلا، لأنه كما شرحنا سابقا انه برهان عقلي، مالفرق بين التمثيل او الاستقراء او التجربة وبين البرهان العقلي ؟.. أن البرهان العقلي عُلوُّهُ و اهتمامه بالشيء في ذاته، مباشرة يذهب اليه مرة واحدة، بمعنى ان برهان النظم مثلا يهتم بأن هذا الشيء المنظم > لابد ان يكون له منظّم، بغض النظر عن طبيعة التنظيفي، وحتى بغض النظر عن طبيعة المنظِّم وكامل صفاته ومشخّصاته، المهم أن الشيء المنظَّم لابد ان يكون له منظِّم، الشيء المصنوع لابد ان يكون له صانع، لأن العقل هنا يلاحظ مبدأ العلّيّة قانون العلّية، مباشرة يلتفت > اليه يطبِّقه > يحكم به !. وهذه مسألة ليست تجريبية ولا تحتاج الى تجربة، وليست مسألة حسية وان كنات المقدمة الصغرى حسية، لكن جوهره عقلي في المقدمة الكبرى ثم الحكم !.

نبَّـه العلماء الى وعلى وأن برهان النظم لايُحتاجُ في اثباته الى تصفح كل موجودات الكون، مجرد تصفح بعض هذه الموجودات، و وجدان انها تمثل مقدمات لبرهان النظم مقدمات صغرى ، فهو يكفي في اثبات صدقية واعتبار هذا البرهان، ومثلوا له بمثال معقول جدا.. قيل: دخلت على مكتبة من تأليف شخص معين، قيل لك هاهنا سبعون كتابا، كلها منسوبة الى شخص معين، وانت لم تسمع بهذا الشخص من قبل، فأخذت كتابا وتصفحته، وجدته مبوّباً حسن التبويب، مفصل فصولا، له مقدمة قرأتها مرتبة تماما، تذكر عن الباعث على التأليف الهف منه، المنهج المتبع في دراسة مسائله، قرأتَ شيئا في بعض الفصول التابع لبعض الأبواب في الكتاب، وجدت احتجاجا قويا تنسيقا للحجج .. الخ، هذا يدل مباشرة الى ان صاحب هذه الكتب رجــل فيلسوف ذو عقل منظم وعقل جبار وذكاء وقريحة، يكفي ام لايكفي؟.. يكفي فكيف لو تصفحت كتابين ثلاث او اربع ؟! يكفي ذلك انه رجل عاقل وفي اعلى طبقات العقل والتفكير، كذلك قال المتكلمون يكفي فقط ان نقف على بعض النظم، بعض التصاميم في الطبيعة والكون، آية آيتين ثلاث.. يكفي، وهذا الذي ذكره علماؤنا قبل مئات السنين ونبهوا عليه ، للأسف يتورط ويتخوَّض الملاحدة المعاصرون في جعله شبهة و ارادة، كما يقولون:"نحن تصفحنا بعض الاشياء ولم نتصفح كل شيء في الكون، مايدرينا؟ لعل الذي لم نتصفحه ..." > ان هؤلاء حتى لا يفهمون مباديء الاستدلال!.

ذكرتُ لكم ان هذا البرهان من البراهين السهلة والواضحة التي تناسب العلماء والاخصائيين بل وحتى العــامة، ولهذا القرآن الكريم لم يزل يُظهر العناية الزائدة به!، حين يوجّه النظر .. (افلا ينظرون ..) ( افلا ينظر الانسان .. ) ( وفي الأرض آيات ..) كـــل البراهين الآيوية تتحدث عن برهان النظم تقريبا، او معظمها على الاطلاق.. قرآن اعتني به مالم يعتنِ بغيره بحمد الله تبارك وتعالى. يأتينا شخص يقول: " لكن هذا البرهان لايناسب خطة القرآن وهدفه التوحيدي في علم التوحيد، العرب انفسهم كانوا يؤمنون بالله كخالق، لكن لايؤمنون بتوحيده في العبادة في الألوهة!" .. لا ياسيدي، نحن سنزيد عادة، وهنا نفترق كمتكلمين اسلاميين او فلاسفة اسلاميين، نفترق عن اصحاب نظرية التصميم الذكي، هم يقولون: الذي يقع على عاتق برهان التصميم الذكي فقط هو اثبات او برهنة او التدليل على ان كل نظام لابد له من منظِّم فقط، وجود الله فقط، اما ماعدا ذلك فنحن نفترق معهم. وهذا كلام غير حيح وغير دقيق، وأنتم تحدثتم عن علامات الذكاء. نحن نقول – وهذا البرهان الآيوي يعني دلالة الآية على ذي الآية وهو مَدٌّ لبرهان النظم– كما قبل قليل عرفت من اثر يُنسب لرجل اسمه ابن سينا (مثلا) لم يسمع به ابدا من قبل وقلت هذا الرجل عاقل وهو فيلسوف، من اين عرفت هذا ؟ من آثاره انها قطعة من نظم عقله، فأنت عرفت ليس فقط وجود الصانع، بل استعت ان تستدل ببعض خصائص المصنوع على بعض خصائص الصانع وليس على كل خصائصه! . واضح من نظرية الانفجار الكبير أن صانع هذا الكون ومفجر هذه المفردة قديـــر، عليم، دقيق جدا أي حكيـــم، وخلق الانسان (حن خلقناكم فلولا تصدقون ( 57 )) .

بعض المتكلمين المعاصرين وحتى القدماء خــلطوا بين برهان النظم وبين برهان الهداية، مع ان القرآن عَرَضَ انهما برهانان متمايزان وإن كانا متكافلين، طبعا لاهداية الا بنظم اصلا، والهداية فرع النظم، قال تعالى: } الذي خلقني فهو يهدين { }سبِّح اسم ربك الأعلى الذي خلق فسوَّى { ، خلق فسوَّى = النظم. ونصـــحتي للعالمين ليس للمسلمين فحسب > من اراد ان يستمع الى اله خالق الوجود ان كان يؤمن به او كان مازال يريد تصورا حوله، فاليستمع الى القرآن كيف يعرِّف الله بنفسه، اترك الكلام الفارغ المذكور عن الله.. الإله متجسد في شكل بشر في شكل انثى في شكل ... الخ من كلام فارغ، استمع الى الله الحـق يتحث عن نفسه: }وخلق كل شيء فقدّرَهُ تقديرا{، } إنا كل شيء خلقناه بِقَدَر {، فكل شيء مقدّر تقديرا، سبِّح اسم ربك الأعلى الذي خلق فسوَّى والذي قدّر فهدى {، فهدى > هذا برهان الهداية،لكي نستفيد من هذا الايضاح حول برهان الهداية: كفرق بينه وبين برهان النظم ان هذا الاخير يتعلق بـ البـنـيـة، اما برهان الهداية يتحدث بالمسار ، بالفاعلية كيف تفعل هذا، كيف تحقق الاهداف بعد ذلك، بل وكيف تتكيف مع البيئة م الشروط مع الظروف، هنا يُفسح برهان الهداية بعد برهان النظم المجال للإصطفاء الطبيعي الدارويني،

(ستيفين جي قولت) في كتابه < إبهام الباندا > - وهو امريكي يهودي، لكنه يؤمن ان للدين مجاله وللعلم مجاله لكنه تطوّري على فكرة، وله مقاربات جديدة في التطور لايرضاها المتطورون الاخرون! – يقول: " الباندا قبل ألوف السنين كانت من عائلة الراكون تقريبا، وكانت تسعى على الارض على اطرافها الاربعة مثل القطط والفهود ..الخ، لذلك هي لم تحتاج الى الابهام، بعد ذلك اختلفت الظروف البيئية، اضطرت الباندا الى ان تدخل الى الغابات، والان تبدأ تتسلق وتريد ان تقشِّر ثمرة البامبو لكن ليس لها الابهام، عند المعصم برزت لها زائدة صغيرة وبالوف السنين تحولت هذه الزائدة الى شيء اشبه الى الابهام،" وبالفعل ترون عندها الآن، هناك كتبا أُلِّفت عنها!، في كتاب آخر من مؤيدي التصميم الذكي اسمه <الباندا والناس> يجاوب فيه عن شبهات ابهام الباندا، فهذا الابهام الزائد عند المعصم مترهِّل وضعيف، > يسخر منه (ريتشارد داوكنز) قائلا:" ماهذا المُصمِّم الذي لم يكن من البداية يعرف حاجات المخلوق!" وعلى فكرة هذا الرجل (ريتشارد داوكنز) - مع احترامنا له كعالم – يتورط في غباوات رهيبة! وهو غير منصف ابدا، لكن عنده اشياء قوية لابد ان نأخذها بذكاء..

الكلام حتى في التصميم بطريقة كالتي فعلنا جميل جدا ومهم، لكن عندما نتورط في أمور جزئية داخل منظومات الكون (اصبع الباندا، العين، اشياء اخرى كثيرة..) فمازلنا نحتاج الى معلومات علمية مختلفة و أدق، لكن لو وقفنا عند حدود الكون فهذا مفحــــم يُفحِم أي ملحد، ولن اتورط في اشياء العلم يتطور في فهمها وتفسيرها.. فالنسبة لإبهام الباندا ان خطأ (داوكنز) انه يُقيِّم دور الابهام ضمن نظرة انعزالية لا ضمن النظرة الكلية له لهذا المخلوق في هذه الظروف ، وعلى فكرة.. أليس من السخرية او من اللافت ان تكون الباندا من احذق المخلوقات في تخشيب البامبو؟! > اذن ابهامها يؤدي وظيفته، وهي ليست عاجزة !!، يأتيك احدهم يقول لك "هي ليست مسألة عجز الباندا او غير عاجزة، او نظرة منعزلة او نظرة كلية، انما الرب ليس لديه النظرة المعرفية كنظرة الفنان او المهندس قبل ان يرسم او يصمم شيئا يكون على علم بماذا سيرسم ". نحن نقول له انت مسكين، مــن قال لك ان الرب حين وصف نفسه قبل (داروين) بـ 1200 سنة في هذا القرآن، من قال لك انه اصلا في خطته اراد ان يخلق مخلوقات كاملة او تامة ؟! هل هو قال هذا ؟!! هــو يُفهمنا بأن الكمال المطلق له وحده، وكل ماعداه تعتريه الآفات وتتناوشه النقائص .. هو يقول هذا!، وليس هذا فحسب.. هو يقول لك: أنا خلقت المخلوقات – عضويا- و أنا تركت هامشا وسيعا لتطويرها وتحسينها، انا افعل هذا، هذا في خطتي، اين قال الرب هذا ؟ > بشكل واضح قال تعالى: } الحمد لله فاطرِ السماوات والأرض جاعلِ الملائكة رُسُلا أولي أجنحة مثنى و ثُلاثَ و رُباع يَزيــدُ في الخلْقِ مايشاء{ ، في زيادة فيه امكانية للإضافات!، وقال عزَّ من قائل: } بل هم في لَبْسٍ من خَلْقٍ جديـــد{ ، لذلك هناك اناس يتحدثون عن " التطور الإلــهي"، ليست لديهم مشكلة مع التطور يؤمنون بهذا، لكن هذا ضمن خطة إلهية وغائية إلــهية، الله يحب هذا ويريد هذا،

ولــذلك (فرانسيس كولينز)- طبيب عالم جينات، امريكي مشهور جدا،وهو رائد ومدير مشروع <الجينوم البشري>- كتب قائلا: " بالنسبة لي لايعني شيئا ان يُطلَب في خلق الانسان ان يكون الانسان كاملا، انا لا استطيع ان اتعرف على اشياء كثيرة في خطة الرب الا من خلال ضعفي، من خلال معاناتي" ، وانا اقول لك : نحن الان نتحدث كعقل بشري منظومة بشرية – واغفرلنا يارب هذا كل ماعندنا- نحن سنفقد انسانيتنا، اجمل مافي انسانيتنا وبشريتنا اننا لو صِرنا كاملين، لانمرض، لانموت، لا نصاب بأي خلل او تراجع وظيفي، لانفتقر، لا نضعف، لا نجهل ونعلم كل شيء.. يعني آلهة مصغرة، لن يُصبح للمعنى الذي نفتخر به و يَلَذّ لنا أي معنى، انا كإنسان لا أحب هذه الكمالية !.. الجمـال في أننــا نجهــل فـي ظرف نحــب فيــه ان نعــرف !.. انه من الجميل ان تكون جاهلا وتدرك انك جاهلا ينقصك العلم، فتحاول لتتعلم وتخوض التجارب و قد تكتشف امورا أخرى ايضا لم تكن تتوقع انك ستتعلمها، هنا اللذة .. في طعم الانتصار في الاستكشاف اثناء التعلم و نحوزَ على فهما جديدا !.. جميــل جدا ان اكون ذاك الانسان الصغير من معيار متر و سبعين سنتم في المتوسط و امامي جبال الهملايا وقمم إيفيرست ثمانية ونصف كيلو متر.. و أتسلقها كإنسان واجتهد الى ان اصل الى القمة.. هنا تجد طعم اللذة بعد الوصول وتحقيق مرادك بعد جهد وصبر و تحدّي .. جميل جدا ان يمرض الانسان ويموت انسان عزيز عليك فتبحث عن هذا المرض فتفك شيفرتها، فتقهر هذا المرض بالدواء والعلاج وبالطعم وباللقاح.. الان انتهت تلك الامراض تقريبا كالحصبة والكوليرا والطاعون، ويإذن الله سيختفي السرطان والإيدز، وتأتيك امراض اخرى فتحاول وتبحث لتهزمها.. هــذه الملحمة الانسانية هذه الدرامة الانسانية.. جميــــل أن ينهـــار البطــل و تحيـــا القيـــــمة، يمـــوت البطل ويحيــا المعنى من بعــده، هــذا أجمل شيء عندما نلاحظ الدراما الانسانية. الأبطال معظم انتصاراتهم في مظلوميتهم و موتهم، لأنه يموت الانسان الفانِ وهو سيموت اليوم او بعد ألف سنة، لكن بموته تــألقت القيـــمة، تـألّق المعنـــى مباشرة وبشكل ابدي تقريبا، تأبّدت القيمة ... هـــذا الجمـــال. هذا ما اردت ان اذهب بكلمة (فرانسيس كولينز) وهو ابعد مما قال، فلو كنا كاملين فنحن لن نتعرف على ربنا بالطريقة هذه ! . وانت ترى بنفسك ان من بعض اسرار و حِكَم البلايــا والمصائب والضعف البشري أنهـــا تعـــود بالإنســــان إلى اللــه، تعــود بالإنســان إلى إنســـانيته!. اقبح مافي الانسان انه يظن انه كامل و أنه إلــه، هل تستطيع ان تتحمل الانسان المُستغني؟! هــذا الانسان لا يٌطاق انه انسان محقور، هذا مخلوق يريد ان ينسلخ من انسانيته، فالانسان من الجميل ان يبكي احيانا للضعف للخسارة للألم لفداحة المصاب.. يبكي، وهذا اجمل مافيه،هذه الدموع هي برهــان انسانيتــه، لكن الاجمــــل منها هي ان يتحامل على جراحه ويكمل مسيرته إيمانا منه بقيمة الحياة وبجدارة الانسان، أن يُخط قَدَرُه ومصيره، ويكمل مسيرته.. هذا هو الانسان الذي نعشقه. والله ولا مرة تاقت نفسي الى ان اكون مَلَكاً، بل "كإنسان" ارى نفسي اجل من مَلَك، والمَلَك باختصار بلغة حاسوبية هو كـائن مبرمج، الا له مقام معلوم،، انا لااريد ان اكون كائنا مبرمجا، ومعنى الكائن المبرمج أي انه ناجٍ على الاطلاق دائما هو الرابح ليس عنده احتمال خسارة، لكني اقو لك: نجاته لا معنى لهـا !، وعلى فكرة هو لايشعر بنجاته، انت تكون تتمنّن عليه و تَمُنَّ عليه بقيمة النجاة التي لا يفهمها هو ولا يدركها، لأنه لا معنى للنجاة بدون احتمــــال الخســآرة !. كائن يسبح يُقدِّس ليلا نهارا، لايوجد اختبار، هو لم يدخل اختبارا بالاصل. انا كإنسان حياتي أجمل، لأني أختار الجزء الملائكي فيني لكــن بإختياري و عَبْرَ معاناة وانصهار وتمحُّض للخير وجهاد نفس، هذا هو الجمآل في الإنسان يا إخواني .. (( لاينال المجدَ الا سيّد فطنُ ** لِما يَشُقُّ على السادات فعّالُ، لاجهولٌ جهلةُ له ماكسبت ** ولا سئولُ بغيرِ السيفِ سئَّـالُ)).. وهذا هو الفرق بين الانسان والمَلَك، انت سبَّحت وقدَّست عن برمجة من غير اختبار من غير معاناة، اما الانسان فـسبَّحَ وقدَّسَ عن مجاهدة وعن تعب وعن معاناة !. مــــن البلاهة والغبــآء ان يُقال: "لو كان الانسان مصمما لإلـه حكيم قدير و و .. ، كان ينبغي تصميمه ان يكون على احسن مايكون!". لا لا ، هو مُراد ان يكون تصميمه هكذا، وعلى فكرة هذا النقص الذي تراه في بعض الاعضاء والأجهزة > مُراد اصلا كمسار او انبوب للإبتــلاء ! كيف يحدث انفصال الشبكية عند بعض الناس ويعمل في لحظة؟! لأن الشبكية موضوعة بطريقة تسمح بانفصالها، ويقولون:"هذا عيب في التصميم"، بل هذا ليس عيبا، اللــه يريد هذا !، وكم نسبة حدوث هذا ؟!! .. يحدث كمصيبة كإبتلاء كعبرة كأشياء معينة، حتى بما يسمى بالأخطاء الوراثية، يولد الانسان احيانا باعضاء زائدة او ناقصة، كل هذا مُرادٌ لحدوثه.. و لــو لــم يكن هناك امراض وراثية ولا اخطاء خِلقِية ولا .. الخ >> لما وجَدَ العلمـــاء انفسهم مدفوعين ان يدخلوا في عمق هذا العالم السحري في الصندوق الاسود – كما سماه (مايكل بيهي) <صندوق داروين الاسود> أي عالم الخلية الذي يجهله داورين تماما – نحن في هذا اليوم اطّلعنا على دقائق هذا الصندوق الاسود وقدمنا تحديات جديدة للمقاربات التطورية، لمـاذا العلماء دخلو هذا العالم ؟ حتى يتغلبوا على هذه الأدواء والامراض على هذه الاخطاء كما يسمونها هم، الله يريد هذا، هذا جزء من الدراما ....

بــرهان النظم لكثرة شواهده و كونُ الكونِ غاصاً بها ملئان بها، يغفل عنه الكثير من الناس. كما عرّفنا "المعجزة" سابقا في احدى خُطَبِ الجمعات كما حددناه وفقا هذا التعريف: فـكل شيء في الوجود مُعجِز، ذا كان المعجز مالا تستطيع انت انجازه، مالا تستقل الصدفة و فرص الاتفاق بإنجازه، وما يحكي قدرة خارقة ودقيقة وحكيمة وجبارة كـل مافي الوجود معجز من الذرة الى المجرة > عبارة (شاتو بريان). وليس مايُعَد عاديا او غير معجز بأقل في اعجازيته او في دخول باب الاعجاز مما جرت العادة بعدِّه معجزة . والله يسميها الآيات، يسمي المعاجز التي جرت على الانبياء بالآيات، ويسمي الظواهر الطبيعية والكونية كلها آيــــــــات، هذه آيات وهذه آيات، لأنه في النهاية كله معجز لو التفتَّ اليه!، لكــن لماذا يحدث الغفلة عنها؟! لـِلإِلْف والتعوّد، قال تعالى: } وكأيِّنٍ من آيةٍ في السماوات والأرض يمرُّون عليها وهم عنها مُعرِضون ومايؤمنوا اكثرهم بالله إلا وهم مشركون { . (ومايؤمنوا اكثرهم) > هذه من برهان الآية، والآية في الآية!، لأن الآية تدل على ذي الآية، وهذه الآية تدل على جدارته، واستحقاقه وحــــده الافراد بالعبــودية ! لمَ الوقوع في الشرك؟، من الذي شَرَكَهُ في خلق هذه الآيات وتصميمها الذي لا إله الا هو – ان جاز التعبير- لآ احــد .. فلماذا يُعبَد غيره ؟!! فهي آيات تدل على وجوده وتدل على قَدْر ما من صفاته توجِب هذه الصفات افراده بالعبودية والألوهة وحده.. فلأنها كثيرة ايها الاخوة لذلك يحتاج الانسان احيانا الى فضول عالِم، ودهشة فيلسوف، و إحساس فنان مرهف، لكي يلتقط الآيات !، والذي ليس عنده تلك المواصفات فهو لن يفهم الآيات ولن يلتفت اليها، وعلى فكرة، الحقيقة لها اكثر من وجه، من ضمنها الوجه الفني الجمالي، وفيه الوجه العلمي، وفيه الوجه العقلي المحض، وفيه وجوه اخرى، والانسان المتكامل ينظر للحقيقة من وجوهها المتعددة، حدثتكم في اكثر من مرة عن (بول سيزان) الذي مكث خمس سنوات > يرسم لوحة غروب الشمس ! ثم لم يقضي نهمته من بلوغ النجاح الذي يرتضيه كفنان رهيف الحِسّ في تقليد هذه الظاهرة الطبيعية التي تتكرر كل يوم ! ونحن نجدها عادي، لكن عند الفنان ليست عادية بتاتا، ثم قال اعيدوها اعيدوها، ان خمس سنوات لزمن يسير لتصوير لحظة غروب شمس، لآ تكفي ! مالذي رآه (سيزان) في غروب الشمس اذن؟! ونحن لا نلتفت اليه حى لو كنا نسكن في صحراء او شَطًّ جميل و رأيناه كل يوم. . .



اذن كما عرفنا ان برهان النظم رسالته الرئيسة و الاساسية هي اثبتا وجود الله وخالقيَّتَهُ، ثم بعد ذلك يمكن ان يُستفاد من برهان النظم – اذا بسطناه الى برهان الآيوي- الوصول والاستدلال على بعض صفات هذا الخالق الصانع، اما اثبات سائر الصفات الإلهية فبرهان النظم ليس مسؤلا عنها، انتبهوا، يعني اثبات العدالة ان الله عدل الذي لا اله الا هو، اثبات الحكمة من كل وجه > لا ليس برهان النظم ! واثبات اشياء كثيرة اخرى > لاتقع على عاتق برهان النظم. . . فلا يصح ان تورد هذه الإيرادات كإشكالات على برهان النظم فهذا خطأ التفكير.



نكتفي بهذه الحلقة على ان نلقاكم في الحلقات المقبلة بإذن الله تعالى والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته ..
Something went wrong...
8 دقائق

examples

other suggestions :
information- facts
incidents-
revenue

--------------------------------------------------
Note added at 10 hrs (2013-05-30 20:55:00 GMT)
--------------------------------------------------

May I suggest : (arguments) as well
Something went wrong...
Term search
  • All of ProZ.com
  • البحث عن مصطلح
  • عروض العمل
  • منتديات
  • Multiple search